في هذه الرواية يلتقي، في صدفة عبثية، أعمى وأطرش عند قبر الولي الجليل عبد العاطي، فهنا عند قبر هذا الجليل، يقال أنه تحققت المعجزات، هنا قام الكسحاء يركضون، والخرس ينطقون، والعواقر يلدن.واليوم جاء الأعمى والاطرش، أملاً في أن يعيد إليهما هذا الولي النظر والسمع.
يلتقي الأعمى والأطرش، و عندما يلتقيان، يتبادلان بينهما الحواس بصورة عبقرية، كما يصورها غسان، فيرى الأعمى عن طريق عين الأطرش، ويسمع الاطرش عن طريق أذن الأعمى… وفجأة ينتابهم الفضول في اكتشاف رأس هذا الولي، ففوق شجرة هذا الولي كان هناك شيئاً ينمو، ظنه العالم أنه رأس هذا الشيخ الجليل، وأن المعجزة تتجسد…
ويا له من مشهد، عندما يكتشف الأعمى حقيقة رأس هذا الولي، الذي لم يكن إلا مجرد فطر! فيصرخ بصوت عالٍ كي يسمع صديقه الأطرش -الذي لم يكن يسمعه بطبيعة الحال- “وراح صوته يتردد في البرية كأنه صراخ آلاف من الناس المختبئين تحت الحجارة ووراء الأشجار: إنه فطر..مجرد ثمرة فطر..ألم تسمع؟ فطر..”
ويكتشفان الحقيقة المرة، وينتابهما شعور الذل والعار والخجل لأنهما جاءا يطلبان من حبة فطر أن تعيد لهما السمع والنظر!!
من نهاية هذا المشهد تبدأ هذه الرواية ذات الرمزية العميقة، فالفكرة الأساسية التي أراد أن يقنعنا بها كنفاني أنه لا وجود لمعجزات تتحقق عن طريق الاولياء، المعجزات تتحقق فقط عن طريق الأحياء، بجهدهم وقوتهم ومقاومتهم وفكرهم فقط…
Reviews
There are no reviews yet.