الفتاة التي انجبت امها

العنوان يُشير إلى مفارقة الزمن. إذا افترضنا أن السفر عبر الزمن ممكنٌ، فهذا يعنى أن بإمكانك إن عُدت إلى الماضى أن تلتقى بجدك. بإمكانك أيضًا، من الناحية النظرية، أن تقوم بقتله! ولكن ساعتها لن تولدَ أنت من الأصل، ويُصبح من المستحيل وجود هذا الشخص الذى عاد إلى الماضى! التجربة الذهنية ذاتها تعنى أن بإمكان فتاة أن تعود إلى الماضى وتُنجب أمها! إنها معضلةٌ محيرة كما ترى، ويطرحها العلماء والفلاسفة عادةً كإشارة إلى الاستحالة المنطقية التى ينطوى عليها السفر إلى الماضى. سهم الزمن يتحرك إلى الأمام فقط. الماضى ذهب إلى الأبد ولا يمكن استعادته أو العودة إليه. أما هذا العنوان (الفتاة التى أنجبت أمها) فهو ليس من عندى، ولكنه عنوان كتاب جديد صدر هذا العام للأستاذ شادى عبدالحافظ عن دار «عصير الكتب». يحوى الكتاب الكثير من هذه الأفكار المدهشة من مجالات علمية مختلفة، مثل الفيزياء والرياضيات والأحياء وعلوم النفس والأعصاب
الهدف الأول للكتاب هو دفع القارئ لرؤية عالمه بطريقة مختلفة لم يتوقعها، عبر تقديم أفكار علمية مُبسطة تنطوى على مفارقات مثيرة للتفكير. على سبيل المثال يُفاجئك المؤلف بأن الفيزيائيين لا ينظرون إلى الزمن كما ننظر له نحن. بالنسبة لهم لا ينقسم الزمن إلى الماضى والحاضر والمستقبل. يُمكن للزمن أن يتحرك فى الاتجاهين بلا مشكلة. بل إن هذا التقسيم للزمن ليس سوى وهم نصنعه لكى نُرتب الأحداث ونمنع حدوثها فى نفس الوقت. من الناحية الفيزيائية البحتة، الزمن لا يمر كما نتصور. هو «موجود كاملًا» منذ بداية الكون. النظرية النسبية العامة لأينشتاين، تسمح- نظريًا- بالسفر عبر الزمن